حجم الخط

هيكل.. رئيساً لجمهورية برلمانية

4/10/2011 8:16 pm

كتب:

(1)

• يجب اختيار رئيس الجمهورية بعد وضع دستور البلاد وليس قبله!.. فلو اختار الشعب من خلال جمعيته التأسيسية ـ التي يضع من خلالها الدستور ـ نظام الجمهورية البرلمانية: سيكون طراز الرئيس الذي نختاره، مختلفاً عن الذي نختاره في حالة اختيار نظام الجمهورية الرئاسية، أو الجمع بينهما!.

عن نفسي مثلاً.. في حالة اختيار نظام الجمهورية الرئاسية (أو الرئاسي/ البرلماني مثل النظام الفرنسي).. فإني سأعطي صوتي لحمدين صباحي وسوف يسعدني أيضاً لو نجح هشام البسطويسي.

أما إذا اخترنا الجمهورية البرلمانية.. فإني أتمنى (أتمنى بشدة وبالتفكير العقلاني قبل الوجداني) أن يكون الرئيس هو محمد حسنين هيكل.. ولا أجد أفضل منه، ولا أجد رمزاً مضيئاً وحكيماً رائعاً وشخصية تاريخية استثنائية تشرف مصر في هذا الموقع والمكانة.. سوى هيكل وبدون منازع.

• (2)

• الهزار بالهزار والجد بالجد..!.

إذا هزر الشيخ محمد حسين يعقوب مثلاً وقال (غزوة الصناديق!).. من حقنا نحن أيضاً أن نهزر ونهزأ ونسخر مما قال.. لكن إذا طالب وأفتى الشيخ محمد حسان مثلاً، كما قال فعلاً وأفتى، بمشروعية تدمير آثار مصر القديمة "الفرعونية" ومشروعية سرقتها والاتجار بها، فمن حق الدولة وواجبها أن تحاسبه وتحاكمه وتحبسه!.

أي: إذا تجاوز الأمر إلى الفعل.. وتحول إلى هدم كنيسة كما حدث، أو قطع أذن مسيحي كما حدث.. أو هدم وحرق أضرحة أو الشروع في إنشاء شرطة للحسبة.. الخ!!.. فمن حق الدولة وواجبها (وهو ما لم يحدث مع الأسف!!) أن تلقي القبض علي من فعل، وتحاسبه وتحاكمه وتحبسه، حتى لو تصالح وسامح المجني عليهم!.. تعلمنا في أولى سنوات دراستنا بكلية الحقوق، بل ويعلم حتى من لم يدرس، أن قانون العقوبات من (القانون العام)، أي أن المجتمع طرف فيه وليس قانوناً خاصاً أي بين أفراد، وأن جرائمه ترتكب في حق المجتمع وليس المجني عليه فحسب، وأن العقاب حق وواجب المجتمع.

• (3)

• "باسم يوسف" نموذجاً:

شباب الثورة يبدع فنه المختلف

 

بعض الأعمال التي تذاع الآن على شبكة الانترنت، ترتقي إلى مرتبة الأفلام الوثائقية ذات القيمة العالية، ستبقى لها أهميتها ودورها، وستكون لها قيمة الوثيقة التي يرجع إليها.

ومن الأعمال الجميلة التي نراها حالياً عمل الطبيب الثائر باسم يوسف، متعدد الحلقات بعنوان (باسم يوسف شو)، وكذلك العمل الجميل للفنانة منى هلا بعنوان (موناتوف) وهي بدورها من الفنانين الشباب الذين انحازوا للثورة وشاركوا فيها من بدايتها، وعمل ثالث أخاذ بعنوان (طنانستان).

وإذا أخذنا (باسم يوسف شو) نموذجاً، لوجدناه، من دون أي انفعال أو هجائيات، أو تشف، يقدم التناقضات والمفارقات، بالذات في مجال الإعلام والفنانين، خلال فترة الثورة المصرية، خاصة (الأيام الثمانية عشر الحاسمة من 25 يناير إلى 11 فبراير).

إن المونتاج بطل رئيسي في هذا العمل المهم، حيث القطع بنعومة وذكاء ووعي بين تعليقات (باسم) الهادئة الساخرة، العميقة، وهو في غرفته، وبين لقطات أو فقرات من برامج التليفزيون المصرية التي كانت تنقض بلا هوادة وبكل الأساليب ـ مهما كان تدنيها ووحشيتها ـ ضد الثوار، وضد "التحرير" وغيره من ميادين الثورة في كل أنحاء البلاد، بينها فقرات متصلين بالبرامج مثل المدعو ("تامر" ـ من غمرة) الذي يبكي بحرقة من أجل الرئيس الذي تريدون رحيله و"الخلاص منه إزاي!"، وبسبب ما ستجلبه المظاهرات في التحرير من خراب على البلاد وضياع "استقرارها"!.. ثم تتضح الحقيقة أنه أحد محرري الأخبار في إحدى القنوات التليفزيونية الرسمية يقوم بتمثيل هذا الدور المبتذل!.. وكذلك امرأة مدفوعة في برنامج آخر يدعى "48 ساعة"، تبكي مدعية أنه تم تجنيدها من اليهود وحماس وإيران لإثارة الشغب والمظاهرات ضد "الرئيس"!.

بل إن هناك ممثلاً فكاهياً، دفعوه ليردد أن ما "بالتحرير" مخدرات وجنس جماعي وتخريب و"أجانب"، ومن المعروف أنه كان أحد المضحكين في حضرة الرئيس السابق، وهو بطل فيلم "طباخ الريس" الذي يقدم مبارك ملاكاً..!.

وهناك ممثلة محجبة تبكي من أجل ابن أختها البالغ سنتين، لأن أحداً لا يستطيع أن ينزل ليشتري له الكباب و"الريش" التي يحبها ويعتادها كل ليلة، وذلك بسبب الثورة وافتقاد الأمن في الشوارع..!!.

إن العمل يوثق مواقف هؤلاء، لكنه يقدمها أيضاً بسخرية عميقة واعية وبخفة ظل حقيقية لباسم الذي يعد ويكتب ويؤدي، وأنت لا تمل من المشاهدة، ومن الطريقة التي يطورها من مشهد إلى آخر ومن حلقة إلى أخرى، وهو لا يزال يعد ويحضر للمزيد.

باسم طبيب شارك بهمة وتفان، منذ الأيام الأولى للثورة، في الاعتصام بميدان التحرير وفي معالجة المصابين، وكان بعينه وإحساسه الذكي الفنان يلتقط ويتأمل، ثم قدم موهبته ولماحيته الجميلة في عمل باق ممتع، سوف يظل وثيقة تدعو إلى التأمل والتعمق، وشاهداً على ما يطلق عليه في مصر اليوم (المتحولون)، وهم الذين يبدلون في كل العهود المواقف بحسب الظروف!.

حقاً، مواهب جديدة جميلة تتفجر، وشباب الثورة يبدع فنه وإعلامه، ومهما تاجر المتاجرون أو حاولوا استغلال حدث التغيير الكبير، فسوف يطلع إبداع حقيقي رغم أي ركام أو سخف، في فن السينما وكل الفنون.

كاريكاتير

بحث