كرسي × الكلوب |
|
صالح رجب |
هل تذبل ثورة اللوتس؟ سؤال تبادر إلى ذهني عندما قرأت ما قام به السلفيون في القليوبية من هدم الأضرحة في ستة مساجد بحجة أنها بدعة ومخالفة للدين. وسبب هذا التساؤل أن ما حدث من السلفيين يهدد بكارثة قد تعصف بأركان هذا البلد الآمن فالسلفيون أيها السادة نصبوا أنفسهم حكاماً لهذه البلد بيدهم مقدراتها وهم المكلفون من الشعب برسم مستقبل هذه البلد حتى المعتقدات والموروثات هم أصحاب الحكم عليها وهم أيضاً المكلفون من السماء بإقامة الحدود
غريب أمر أمناء وأفراد الشرطة كل يوم نفاجأ منهم بمظاهرة يطالبون فيها بزيادة أجورهم وتحسين مستوي معيشتهم والأغرب أنهم يصرون على أن ينالوا هم أولاً تلك الامتيازات قبل أي فئة أخرى من الشارع المصري الذي يعاني أكثر منهم ووجه الغرابة هنا أن سبعين في المائة من الاتهامات التي وجهها الشباب والمصريون جميعاً للشرطة كانت بسبب هؤلاء الأمناء والمندوبين وقضايا التعذيب لا تخلو أبداً من أسمائهم حتى الأفلام التي نجح المواطنون في تصويرها
لست أدري لماذا لم يتم حتى الآن القبض على صفوت الشريف وفتحي سرور رغم مرور أكثر من شهر ونصف الشهر على الثورة المجيدة، فهذان الشخصان مسئولان بصورة مباشرة عما آلت إليه الأوضاع في مصر حتى مدي أكثر من ثلاثين عاماً وأذكر هنا مثالاً أننا عندما كنا طلبة في كلية الإعلام طلبت منا أستاذتنا جيهان رشتي إجراء بحث عن الدور الذي تلعبه المسلسلات الأجنبية في تشكيل وجدان الشباب المصري وكان الحالة التي أجرينا عليها البحث هي مسلسلين
لست أدري ماذا يحدث في مصر، الخوف يسكن في القلوب والذعر يذهب بالأبصار مما تسمعه أو تقرأ عنه من حوادث قتل وسرقة أصبحت تتكرر بصورة شبه يومية ويكاد عددها يقترب من المئات حتى أبناءنا في مدارسهم لم يسلموا من هذه الاعتداءات التي نالتهم أثناء ذهابهم وعودتهم من هذه المدارس حتى أننا كأولياء أمور أصبحنا نفكر ألف مرة قبل أن نخاطر بتركهم يذهبون لاستكمال دراستهم، والسؤال الآن: من هو المسئول عن هذه الفوضي والانفلات هل هم
اسمحوا لي أن أصرخ بأعلى صوتي عسي أن يصل إلى المسئولين للمطالبة بإقالة وزير الخارجية أحمد أبوالغيط فوراً فالإقالة الآن واجبة ولو كانت أخطاؤه قبل ذلك تملأ كتباً فإن تهاونه في حماية المصريين من بطش المجنون القذافي جريمة لا يمكن السكوت عليها. لقد سالت دماء المصريين الطاهرة هناك بأيدي المجرم وأتباعه ولم يكتف هذا المجنون بقتلهم بل مثل بهم وألقي عليهم التهم الواحدة تلو الأخري بل إنه قام بمحاولة لتأليب الشعب
آن الأوان يا بلد آن الأوان نصرخ ونعلي صوتنا دون خوف أو إرهاب آن الأوان يتكلم الشرفاء ويصمت اللصوص.. آن الأوان يدخل الحرامية السجون ويخرج الشرفاء.. آن الأوان يا بلد ترتدي ثوب الفرح وتلقي بثوب الحداد آن الأوان يا بلد عملوها الرجالة ورفعوا رأس مصر عالية. واليوم أتمني أن تكتمل الفرحة التي بدأت يوم 25 يناير وفرحة لن تكتمل إلا عندما تتكاتف الأيدي لنبني بلدنا من جديد
مبروك لشعب مصر، مبروك للمصريين، الفرحة تعم الجميع، هذه الفرحة لم تأت للقلوب بتنحي الرئيس مبارك فقط وإنما هي فرحة المصريين بانتصارهم السلمي في فرض رغبتهم في التحرر كذلك فرض إرادتهم الحرة والقضاء على الاستعباد والظلم، إن سقوط الرئيس مبارك لم يأت اليوم وإنما سقط يوم أن سمح للصوص بتولي قيادة مصر، ولقد كتبت مرارا وتكرارا أحذر من أن مصر لن تصمت ولن تظل صامتة تحت الظلم، وأما أشبه الليلة بالبارحة
كما توقعت وكتبت وحذرت على مدي سنوات طوال اندلعت الثورة .. وهي كما وصفتها قديما نار لن تستطيع أي قوات أن تتصدي لها، وللأسف الشديد لم يسمع أحد ولم يتحرك أحد لإخماد نار تلك الثورة قبل أن تبدأ وكانوا جميعا يصغون بأذن من عجين فلا هم قاموا بحساب اللصوص الذين سرقوا مصر وخيراتها وأراضيها، ولا هم أيضا حاسبوا المسئولين الذين حولوا مصر إلى مقر للعاطلين والبطالة ،فقط انشغلوا طوال تلك السنوات بحصد الملايين والمليارات
دعاوي جديدة لمنظمات وأفراد يدعون فيها إلى التظاهر يوم 25 يناير أمام وزارة الداخلية يطالبون فيها بإسقاط اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية وإقالة معاونيه وتحشد هذه المنظمات والأفراد كل قواها لمحاولة حشد الناس والمواطنين للتضامن معهم في هذه المظاهرات والحقيقة أنني أنتهز هذه الفرصة لأعلن تضامني الكامل مع هذه المنظمات
قديماً قالوا المجانين في نعيم وهذا المثل مازال سارياً حتى اليوم بل إنه صار واقعاً هذه الأيام لأن المجانين لا يشعرون أو يعانون بما تعانيه من غلاء أسعار وكبت حريات وتزوير إرادة الشعب ولأن لكل قاعدة استثناء لذلك فأنا اعتقد أن المجنون الوحيد الذي لا يعيش في نعيم هو مجنون سمالوط ذلك المخرف الذي قام بإطلاق النار عشوائياً على ستة أقباط فقتل واحد وأصاب خمسة
أختلف تماماً مع السادة الفنانين والسياسيين والمثقفين الذين انتهزوا فرصة حادث كنيسة القديسين كي يحتلوا صفحات الصحف وشاشات الفضائيات ليدلو كل واحد منهم برأيه وكأنه سياسي حصل على أعلي الدرجات العلمية في التحليل السياسي إضافة إلى كونه خبيراً لا يشق له غبار في هذا العالم وليتهم تحدثوا بما فيه صالح البلد