حجم الخط

دفعت ثمن انتقادها للقذافي.. «جرجرة في المحاكم»

4/3/2011 10:18 pm

كتب:

حالة من الترقب المستمر للوضع في ليبيا ليس فقط للشعب العربي ولكن في جميع أنحاء العالم وقد تم عقب بداية هذه الهجمة البريرية من العقيد القذافي على شعبه اتهام الحزب الناصري وكذلك جريدة العربي لسان حال الحزب في إنها من مساندي القذافي ونظامه إلا أن هذا الحديث يثبت كذبه بالرجوع إلى الجريدة والتي وجهت للقذافي في عام 2003 انتقادات لاذعة ففي العدد 889 بتاريخ 21 ديسمبر 2003 كتب عبد الحليم قنديل في مقاله رداً على موافقة ليبيا فتح أبوابها للتفتيش الدولي دون قيد أو شرط عقب القاء القبض على الرئيس صدام حسين فقد بدا العقيد القذافي الأكثر فزعاً وربما بدت خيمته الشهيرة كأنها حفرة صدام مع أن القذافي ليس مطارداً من أحد غير هلاوسه الشخصية ويكتفي بحرسه النسائي على سبيل الزينة ويبدو أنه تفكر وتدبر واتعظ وخرج علينا بمفاجأة مذهلة لا تصدر إلا عن رئيس ذاهل سابت منه الركب والعدة العقلية حيث أقدم على تصرف عجيب يضاف إلى خوارقه التي يستحق عنها جائزة نوبل في فنون العبط السياسي، قرر وضع ليبيا كهدية تحت أقدام الرئيس بوش قرر وضع ليبيا ثروة وبشرا وأرضا وسلاحا تحت تصرف الأمريكان استسلم بلا طلقة رصاص ولا إعلان حرب قرر تدمير صواريخ ليبيا قبل أن تقصفه أمريكا بصواريخ كروز ولعلها أعجب مبادرة استسلام في تاريخ العرب المعاصر.

وفي نفس العدد كتب عبدالله السناوي «العقيد الليبي معمر القذافي لم ينتظر وقتا وسارع بعد خمسة أيام من اعتقال صدام حسين بإعلان الموافقة دون شروط على تفتيش دولة عن أسلحة الدمار الشامل في ليبيا وتدمير أية صواريخ تتجاوز المدي المسموح به أمريكيا والأدهي التعهد بتسليم وثائق وبرامج السلاح الليبي لأجهزة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية».

وبعد أن تناقلت وكالات الأنباء العالمية نصوصا من هاتين المقالتين تقدم أحد المحامين بالوكالة عن السلطة الليبية بشكوي ضد قنديل والسناوي لنقابة الصحفيين بزعم إهانة القذافي.

وفي العدد التالي رقم 890 تصدر الجريدة عنوان «طعنة القذافي» و«أسرار صعود الأنجال لوراثة الحكم» في إشارة لصعود سيف الإسلام القذافي لوراثة ليبيا خاصة بعد تصريحه «نحن الآن في حماية أمريكا» حيث انفردت العربي بترجمة نص تقرير خطير لمجلة «فورين بولسي» الأمريكية جاء تحت عنوان «تحرير ليبيا من قبضة مصر» تحدث فيها عن توريث الحكم في ليبيا مع تصاعد فرصة سيف الاسلام القذافي أكثر من أخيه المعتصم نظرا لموالته للغرب كما كشف نفس العدد ايضا عن المؤسسة الخيرية التي يترأسها سيف الاسلام وهي «مؤسسة القذافي الخيرية» وقد قدمت هذه المؤسسة عددا من الأعمال الخيرية في الكثير من الدول مثل باكستان والفلبين وتاهيتي ودول أخري فيما عدا ليبيا!!

كما كشف هذا العدد الذي صدر بتاريخ 28 ديسمبر 2003 عن تسليم ليبيا لنفطها بسهولة لأمريكا لتصبح هي المتحكمة الأولي في النفط الليبي كما حمل أيضا بيان المكتب السياسي للحزب الناصري والذي اعتبر قرار تخلي ليبيا عن أسلحته ضربة في صميم الأمن القومي العربي.

هذا وقد نقلت العربي عن «روبرت فسك» في عددها رقم 891 ما أسماه «ملحمة القذافي» واصفا ليبيا التي أعرفها تستطيع إصلاح ماسورة صرف صحي أو تركيب مرحاض في أحد الفنادق كذلك ما كتبته صحيفة «يديعوت أحرنوت» عن أن نظام القذافي هو عدو الأمس ولكنه صديق اليوم.

وبسبب هذه الانتقادات اللاذعة التي وجهتها العربي للقذافي ونظامه هدد القذافي «بجرجرة» الصحفيين المصريين إلى المحاكم وكان على رأسهم صحفيو العربي.

كاريكاتير

بحث