حجم الخط

كهنة النظام السابق من رؤساء الصحف القومية يحاولون إرهاب شرف

3/14/2011 2:43 am

كتب: ماجدة خضر

حاول رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف في أول لقاء برؤساء تحرير الصحف القومية والمستقلة والمعارضة يوم الخميس الماضي أن يعبر عن قلق حكومة الثورة من حالة الفوضي التي تسود الشارع طالبا دعم ومساعدة الإعلام من خلال طرح رؤيتهم حول الحفاظ على الانجازات التي تحققت حماية لها من الثورة المضادة، واصفا الوضع بأنه حالة من الانفلات ممنهجة تصل إلي زعزعة كيان الدولة مؤكدا أن السعي إلي عدالة عاجلة تطالب بها الاحتجاجات الفئوية لا يتطلب شوشرة ويحتاج إلي صبر وقال إن الوضع أصبح يقترب من الخطوط الحمراء في إشارة إلي تأجج الفتنة الطائفية وحالة الاقتصاد المصري الذي انخفضت مؤشراته لكن المفارقة كانت في أن رئيس حكومة الثورة الشرعية التي أتي بها الشعب يستعين ببعض من اتهموا بأنهم من داعمي الثورة المضادة في تقديم المشورة وطلب المساعدة لتوحيد الجهود، حيث شملت الدعوة كافة رؤساء تحرير ورؤساء مجالس الصحف القومية بمن فيهم من تقدم باستقالته من منصبه تحت ضغط مطالبة الصحفيين بهذه المؤسسات الذين رفضوا قيادتهم وأسقطوهم فكثير من هؤلاء كانوا كهنة النظام السابق يدافعون عنه ويبررون أخطاءه بل ظلوا بجانب النظام حتى وهو يتهاوي إلي أن نجحت الثورة فدخلوا مرحلة التحول السريع بتأييد الثورة دون خجل.
لقد كان لافتا خلال اللقاء الذي اتسم بدرجة عالية من الشفافية وبحوار يتسم بالأدب الجم من قبل رئيس الوزراء في الحديث أن يكون به هذا العدد الضخم من الحضور ومن رؤساء تحرير ومجالس إدارة وجودهم غير شرعي على الأقل بالنسبة لصحفييهم خاصة أن بعضهم التزم بالفعل منزله ولم يعد يذهب إلي عمله ورغم ذلك حاول هؤلاء المتحولون إرهاب شرف ليعودوا إلي سيرتهم الأولي عند الهجوم على من يسلطون عليه من قبل رموز الفساد في نظام مبارك وحضروا اللقاء ولبوا دعوة شرف وكأن الحياة قد دبت فيهم من جديد بعد أن كانوا على وشك أن تطوي صفحتهم مع النظام السابق وبعد أن كانوا مؤهلين للاختفاء من المشهد الإعلامي تماما لكنهم للأسف كشفوا عن وجوههم الحقيقية فعلي سبيل المثال تحدث رئيس تحرير الصحيفة القومية "الشتامة" التي كان يمولها مسئول كبير بالحزب الوطني الذي يقف وراء القضبان الآن والذي كان يعد ملفات للصحفيين بجريدته يقدمها إلي أمن الدولة وإلي رجل الحزب الوطني وقال موجها كلامه لعصام شرف أن اختيار المجلس العسكري له كرئيس وزراء جاء بناء على ترشيح من الدكتور محمد البرادعي في تلميح واضح إلي أنه قد يكون منحازا للبرادعي كمرشح للرئاسة بما قد يؤثر على حياديته كرئيس للحكومة لكن شرف وبهدوء شديد رد بأن شرعيته كرئيس للحكومة قد جاءت من الشارع وأن كل علاقته بالبرادعي هو إهداء البرادعي له "بوكيه ورد" بمناسبة تولي منصبه وقال إن اسمه ذكر في الشارع أولا وأنه لا علاقة له بمرشحين طرحوا أنفسهم لمنصب الرئاسة أو آخرين لم يظهروا بعد.
في نفس التوجه قال عميد كلية الإعلام أحد الذين ينتسبون لأمانة السياسات والداعمين للنظام السابق وكان وراء تصميم وإعداد الحملات الإعلانية لانتخابات مبارك الذي يطالب طلبة الإعلام بإبعاده وإقالته من منصبه رافضين استمراره ورغم ذلك فقد أبدي استنكارا لإصرار طلاب الجامعة على استقصاء بعض عمداء كلياتهم باعتبار أن لا حق لهم في ذلك وقال العميد إن رئيس الوزراء اختطف من قوي سياسية معينة مضيفا لشرف لقد سألتني ابنتي بنت الخامسة عشرة من عمرها من الذي يقف على المنصة بجانب عصام شرف في لقائه بالمتظاهرين بميدان التحرير في إشارة إلي أحد قيادات الإخوان في نفس الوقت تطوع بعرض خدماته الإعلانية في سياق كلامه على رئيس الوزراء لكن شرف بنوع من الثبات نفي هذا الاتهام المقصود به التشكيك في حياديته ورد بنبل لقد حلفت اليمين واتجهت بعده مباشرة إلي الإخوة المسيحيين في احتجاجاتهم أمام ماسبيرو نافيا ما ذكره العميد.
الأهم من هذا ما قاله رئيس مجلس إدارة المؤسسة الصحفية الكبري التي طالب الصحفيون بها بإقالته هو ورئيس تحرير الجريدة الذي يخشي الذهاب إلي الجريدة خوفا من الصحفيين الذين عانوا كثيرا من سياسته التحريرية ومن ولائه للنظام السابق في دفاع عن رجال الأعمال بقوله إن هناك حالة مطاردة للقطاع الخاص بعد الثورة بالاتهامات التي توجه لهم محذرا من خطورة ذلك وقد عاد إلي منهجه الذي اتبعه في مقالاته التي تشيد برجال الأعمال ودورهم الوطني في تنمية الاقتصاد المصري مهاجما كل من يحاول انتقاد ممارسات رجال الأعمال متناسيا أن أشهر رموزهم متهمين بسرقة أراض والاستيلاء على أموال الدولة التي دعمتهم والنظام الذي ساندهم وأن دفاعه عن الخصخصة لم يعد يجدي بعد أن فتح ملفها ولن يغلق إلا بعد محاسبة من استفادوا منها وذلك بعد أن كشفت الثورة عن كم الفساد الذي مارسوه.
انضم لهؤلاء نقيب الصحفيين الذي أجبرته الجمعية العمومية للصحفيين على التزام منصبه وعدم دخول النقابة بنفي ما يتردد عن وجود ثورة مضادة قائلا إن مبارك لا يجد محاميا يدافع عنه.
ورغم محاولات ابتزاز رئيس الوزراء إلا أن هؤلاء لا يدركون أن الثورات تلغي وتطوي صفحات وتظهر معها أخرى وأن وجوها تختفي وكان يجب على هؤلاء أن يختفوا تماما من المشهد الحالي.

كاريكاتير

بحث