حجم الخط

إبراهيم عبدالمجيد يكتب: نيرون الذي حرق مصر

2/20/2011 10:07 pm

كتب:

أجل كنت شاهدا على هذه الثورة العظيمة لشباب مصر. وشاهدا لما فعله نظام مبارك من حرق لمصر. وهذا غيض من فيض سأكتبه يوما حين يعود إلينا الوطن كاملا.
الثلاثاء الخامس والعشرون من يناير يوم الشرطة المصرية الذي يناسب ذكري مقاومة فريق من الشرطة المصرية للانجليز عام 1952 في مدينة الإسماعيلية وصار عيدا يحتفل به كل المصريون. إلا أن الشرطة المصرية على طول تاريخها بعد ثورة يوليو 1952 كانت أشد قسوة على الشعب المصري من الاستعمار الإنجليزي. وبلغت قسوتها مداها خلال الثلاثين سنة الماضية من حكم الرئيس مبارك الذي يحكم تحت مظلة قانون الطوارئ الذي يتيح لأي رجل من رجال الشرطة أن يقبض على أي شخص ويودعه في السجن بلا اتهام واضح وأصبح تعذيب الناس في أقسام البوليس أمرا عاديا وصل إلى حد تعذيب النساء أيضا. غير التعذيب صارت الشرطة تعني الفساد والرشوة فأنت لا تستطيع عمل أي شيء دون رشوة الشرطة. وازداد الفساد لأنه وصل إلى طائفة تسمي أمناء الشرطة وهي رتبة اقل من الضابط وأكبر من الجندي. صاروا عبئا على كل الفئات الاجتماعية بطلباتهم التي لا تنتهي من الرشوة والجباية. وبين هذا الجهاز ووفقا لقانون الطوارئ صار جهاز أمن الدولة يتحكم في كل شيء. وهو الجهاز الأكبر في الشرطة. صحيح انه بعيد عن الرشوة التي استشرت في الأجهزة الأخري لكنه صار المتحكم في كل شيء. فلا وظيفة لرئيس تحرير أو مدير عام في مصلحة أو معيد في الجامعة أو رئيس للجامعة أو شيخ في المسجد يمكن أن تتم بعيدا عن موافقة أمن الدولة وبالطبع إنشاء صحيفة أو دار للنشر. باختصار تضخم هذا الجهاز الذي كان معنيا بالسياسيين في عهد عبدالناصر ليصبح معنيا بكل شيء في البلاد.
لقد اختار المتظاهرون الثلاثاء خمسة وعشرين يناير فيما يبدو لتكون الشرطة رءوفة بهم يوم عيدهم ولا تلوث هذا اليوم بضربهم والاعتداء عليهم.
كنت يوم الثلاثاء في مكاني المفضل في منطقة وسط البلد. مقهي ريش الشهير أو مقهي زهرة البستان القريب. وعندما اندلعت المظاهرات لم تتدخل فيها الشرطة حتى الساعة الثالثة حين أذيع بيان في التليفزيون المصري يقول إن عناصر من الإخوان المسلمين قد اندسوا بين المتظاهرين وسيقومون بالتخريب. لقد اندس عدد من الشرطة السرية بين المتظاهرين وراحوا يقذفون رجال الشرطة بالحجارة لترد على المتظاهرين جميعا، ولكن سرعان ما سيطر عليهم المتظاهرون وفشلت الخطة. كان واضحا أن الشرطة ستستخدم فزاعة الإخوان المسلمين التي تخيف الغرب لتفعل بالمتظاهرين ما تريد وتستخدم بعض رجالها في الثياب المدنية لتشعل المعركة لكن فشلت الخطة وظل المتظاهرون يتجمعون في ميدان التحرير.
كان الأمر مختلفا في مدن أخرى مثل السويس والإسكندرية والمحلة الكبري حيث قامت الشرطة باستخدام القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي والمطاطي فوقع شهداء لم يقع مثلهم في القاهرة التي تحت سمع وبصر الإعلام والصحافة العالمية.
بعد منتصف الليل قامت الشرطة بهجوم كبير بالمدرعات استطاعت فيه إنهاء المظاهرة الكبري في ميدان التحرير، وقبضت بشكل عشوائي على مئات من المتظاهرين وغير المتظاهرين أودعنهم معسكرات للشرطة بعيدا عن القاهرة.
يوما الأربعاء والخميس مرا مرورا عاديا في القاهرة لكن المظاهرات وقتل المتظاهرين استمر في السويس والإسكندرية. بل أفرجت الشرطة في القاهرة عن كثير من المعتقلين. لكن الشباب تراسلوا على صفحات الفيس بوك وتويتر وغيرها أن يكون يوم الجمعة هو يوم الغضب، بعد صلاة الجمعة وفي الظهيرة مباشرة. يوم الخميس انقطعت الانترنت في مصر بعد منتصف الليل وانقطع الفيس بوك وأغلق موقع تويتر. كانت الدولة يوم الثلاثاء قد قطعت الاتصال بالتليفون المحمول عن منطقة نصف البلد فقط أما الآن فقد أوقفت الشبكات التليفونية للمحمول والانترنت. لكن الموعد الذي سبق تحديده بعد صلاة الجمعة لا يخطئ فيه أحد.
وصلت إلى منطقة نصف البلد كالعادة في الحادية عشرة صباحا فوجدت الشوارع مغلقة بقوات الشرطة من كل ناحية. قوات الأمن المركزي التي تزيد على 2 مليون مجند هم عادة من فقراء الفلاحين تتم لهم عمليات غسيل مخ فيعتبرون أن المتظاهرين كفار أو شيوعيون. ومن غير ذلك أيضا هم لا يستطيعون مخالفة أوامر ضباطهم. لكن رغم هذه الحشود الأمنية لم يكن ممكنا منع الناس عن الصلاة إلا في بعض الجوامع الكبري. انتهت الصلاة وكنت جالسا على مقهي البستان القريب من مقهي ريش فإذا بالمصلين ينتفضون بالشعارات المعادية للرئيس مبارك ونظامه من جميع الجوامع القريبة لكنهم لم يستطيعوا التجمع أبدا في ميدان التحرير حيث تقطع الشرطة ورجالها عليهم كل طريق. كانت النتيجة أنهم انتشروا في كل طرق نصف البلد الهامة ومشيت مع بعضهم أتابع الموقف وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع بكميات مرعبة لا يتخيلها بشر. ربما عشرات الآلاف من القنابل. بحيث صار الفضاء في كل الشوارع أبيض ورائحة الغاز تخنق الجميع وظهرت في أيدي الشباب زجاجات الخل وثمار البصل وعلب البيبسي كولا التي تساعد على ضياع اثر القنابل المسيلة للدموع. وكان من قبل قد وصلت لكل مشتركي الفيس بوك نصائح من الشباب التونسي باستخدام هذه الأشياء في مقاومة الغاز. أصابني ما أصاب الجميع لكن عمري وقوتي لم تحتمل فسقطت على الأرض لكن قيل سقوطي كنت جريت إلى مقهي ريش الذي كان يفتح بابه على حذر ودخلت وأغلقوا الباب. هناك سقطت وهناك استعدت قوتي بعد دقائق وخرجت أتابع الموقف. ابتعدت عن منطقة نصف البلد إلى منطقة "معروف" القريبة فوجدت الشرطة تطارد المتظاهرين ويتقدمهم بلطجية ومجرمون تابعون للبوليس وفي لحظة دخلت إلى إحدى العمارات ومعي زوجتي وأغلق بوّاب العمارة بابها لكن البلطجية والقتلة الذين أطلقتهم الشرطة يحملون سيوفا وبلط ـ جمع بلطة ـ كسروا الباب خلفنا فصعدنا إلى الدور الثالث ولم ينقذنا منهم إلا شباب العمارة الذين قذفوهم بكل ما يستطيعون وإحدي السيدات التي فتحت لنا الباب لنختبئ عندها حتى ينتهي الأمر. اندهشت جدا كيف يطاردوني وأنا في هذه السن ومعي زوجتي ولا يبدو على أني اشترك في القتال ضدهم.. تابعت التليفزيون لدقائق عند السيدة التي فتحت لنا الباب وكانت الساعة الرابعة والنصف تقريبا فوجدت جميع قنوات التليفزيون المصري تتحدث عن تخريب بدأ المتظاهرون يمارسونه فأدركت أن الدولة ستستخدم طريقتها التقليدية التي اتبعها الرئيس السادات مع مظاهرات الخبز عام 1977 حين أرسلت الشرطة المتعاونين معها من المجرمين لسرقة محلات شارع الهرم ثم ألصقت التهمة بالمتظاهرين. ولم تمر ثلاثون دقيقة حتى انسحب البوليس فجأة من الشوارع وبدأت العصابات المنظمة تقوم بعملها في حرق ونهب البلاد. كان ما أذاعه التليفزيون المصري عن ذلك فيما يبدو هو الشفرة السرية التي بعدها ينسحب الجنود ويخلو الأمر للصوص والمجرمين وقطاع الطرق وهم السلاح السري للشرطة التي تسيطر به على الانتخابات البرلمانية والرئاسية وغيرها. استطاع المتظاهرون الوصول إلى ميدان التحرير إذن واستمرت الأخبار تأتي بحوادث السرقة والحرق. حاول البلطجية حرق المتحف المصري الذي أقام حوله المتظاهرون درعا بشريا لحمايته ولقد رأيت ذلك بنفسي وامسكوا اللصوص الذين حاولوا سرقته وكانوا للأسف من رجال الشرطة في زي مدني سلمهم المتظاهرون لقوات الجيش التي نزلت إلى الشوارع.
لم يكن هناك شيء ليلة السبت غير الأخبار التي تأتي من كل البلاد وخاصة الإسكندرية والسويس حيث سيطر المتظاهرون على كل شيء وأخبار الحرائق التي يقوم بها رجال الشرطة من البلطجية والقتلة وأخبار السجون التي فتحت للمجرمين للخروج في جميع أنحاء البلاد.
نهار السبت لم يكن فيه غير شعارات وهتافات المتظاهرين في ميدان التحرير الذين تجاوزوا نصف المليون. وظهر في المظاهرة أطياف من المصريين. مشايخ وفنانين ومثقفين وطلاب. وكانت السعادة على الجميع لا تنقطع وغابت الشرطة تماما وبدا الشباب في الأحياء المختلفة يكونون لجانا شعبية لتحمي مساكنهم وأهلهم من قطاع الطرق والمجرمين الذين أطلقتهم الشرطة من كل مكان. في المساء بدأ البعض يحتشدون حول وزارة الداخلية وكان واضحا انه لا يمكن اقتحامها لوجود سورها العالي ولوجود الجيش حولها لكن القناصة فوق الوزارة من قوات الشرطة كانوا يطلقون الرصاص الحي طول الليل مساء السبت حتى صباح الأحد وقتلوا أكثر من خمسين شابا متظاهرا تلك الليلة لكن ذلك لم يمنع المظاهرات الكبري التي صارت في ميدان التحرير الآن من الاستمرار في الهتاف بسقوط النظام. بسرعة. صارت هناك لافتات صغيرة من الورق العادي وبسرعة بدأت خفة دم المصريين في الظهور وروح الفكاهة فظهرت لافتات من نوع "كيلو اللحمة بميت جنيه ومتر مدينتي بنص جنيه" يشيرون إلى أراضي الدولة التي وزعها النظام على أصدقائه من رجال الأعمال، تقريبا بلا ثمن. ولافتات مثل "امشي بأه يا عم وخلي عندك دم". وفي صباح الأحد ازدادت اللافتات الفكهة من نوع "امشي بأه دراعي وجعني" يعني لقد تعبت من حمل اللافتة التي هي من الورق و"رئيس مستعمل + خلاط بخمسة وعشرين جنيه" في الوقت الذي لا تتوقف الهتافات "الشعب يريد إسقاط النظام" و"الشعب يريد محاكمة النظام" "ومسلم ومسيحي ايد واحدة" وكان هناك تركيز كبير على هذا الشعار وبدا أن الثورة وليست المظاهرة الآن، قد صارت هي بيت المصريين جميعا فامتلأت بالنساء والفتيات ولم تحدث واقعة تحرش جنسي واحدة بين مئات الآلاف من المتظاهرين ولا حادثة سرقة وبدأت البيوت التي تحيط بالميدان تلقي لهم بزجاجات المياه المعدنية ليشربوا وبدأ الكثيرون منهم يخرجون ليشتروا بكل ما يملكون من مال طعاما للجميع وأتت الأخبار من كل البلاد أن الثوار قد سيطروا عليها واختفت الشرطة وبدأ الشباب يضحكون مع رجال الجيش ويعتلون الدبابات ويرقصون ويكتبون عليها شعارات تدعوا لسقوط مبارك وبالليل حين كنت أعود إلى بيت أحد معارفي في منطقة عابدين لأنام حيث يبعد بيتي كثيرا عن القاهرة رأيت شباب مصر ينظم الحركة ويفتش كل السيارات ويمسك باللصوص الذين نهبوا المولات والمحلات ويسلمونهم للجيش. رأيت ذلك كثيرا بالنهار والليل ورأيتهم أيضا يمسكون بجنود الأمن المركزي الذين فروا من وزارة الداخلية بعد أن فر منها قياداتها لكنهم لا يضربونهم بل يقدمون إليهم الطعام وكانوا بالمئات لا يصدقون أن المتظاهرين يمكن أن يفعلوا ذلك. ويطاردون أيضا السيارات المجهولة التي صارت تظهر بالليل تطلق الرصاص على المارة وكانت في معظمها سيارات مرسيدس وجيب وجراند شيروكي مما يشير إلى أصحابها من رجال الأعمال الذين قدموها لرجال الشرطة ليثيروا الرعب في الشوارع. كان المتظاهرون يتعرفون على جنود الأمن المركزي بسهولة حيث خلعوا أحذيتهم وملابسهم الرسمية وحاولوا العودة إلى بلادهم في الريف. خطب الرئيس حسني مبارك لكنه لم يقدم شيئا للمتظاهرين. لقد غير الوزارة وعين نائبا له هو اللواء عمر سليمان من جهاز المخابرات ورئيس وزراء هو احمد شفيق ضابط الطيران السابق لكن كان واضحا انه لن يغير الدستور ولن يحاسب أحدا ممن قتل الناس أو نهب ثروة مصر فازدادت الثورة وتقرر أن يكون يوم الثلاثاء هو يوم المظاهرة المليونية وبالفعل احتشد في الميدان ثلاثة ملايين على الأقل وراحوا يهتفون بسقوطه ونظامه ويغنون وانطلقت أغنيات الشيخ إمام وعبدالحبليم حافظ ومحمد منير الوطنية وأغنية داليدا "حلوة يا بلدي" وكان يوما حافلا بالأمل. كانت الوزارة الجديدة تحوي أكثر من عشرين اسما من الوزراء القدامي الذين أذلوا الشعب وبالذات وزير التموين ووزير الإعلام الذي حول الإذاعة والتليفزيون للجهل والأكاذيب وكان واضحا انه لا يمكن الحوار مع هذه الوزارة الجديدة وهو ما طلبه الرئيس أن يحدث بين المتظاهرين ونائبه. خطب الرئيس خطبته الثانية التي أعلن فيها انه لن يترشح للرئاسة مرة أخرى لكنه لم يشر إلى أن ابنه جمال لن يترشح وانه طلب من مجلسي الشعب والشوري تغيير مادتي الدستور 76 و78 والأولي تجعل ترشيح الرئيس إلى الأبد والثانية تجعل الترشيح من أصعب المهام على غير أعضاء الحزب الوطني لكنه لم يشر إلى المادة التي تمنع الإشراف القضائي ولم يشر مرة أخرى إلى الفساد والمفسدين وإلي أموال الشعب المنهوبة عبر ثلاثين سنة. ولم يقل كلمة عن الذين قتلوا شباب الثوار ولا عن أهلهم يعزيهم. كان من الطبيعي أن يرفض الثوار الخطاب رغم أن عددا كبيرا منهم قبله وبالذات حين استرّق الرئيس عطف الناس بقوله انه مصري وسيموت في ارض مصر. كان من الممكن بدلا أن ينتظر رجال الدولة أن يفاوضهم أحد أن يذهبوا هم إلى الثوار خاصة في اليوم التالي لخطاب الرئيس، الأربعاء، الذي لم يكن مفاجئا لأحد انه من قبل خطاب الرئيس يتم جمع البلطجية والفقراء والمتسولين عند مبني الإذاعة والتليفزيون ويصرفون لكل منهم خمسين ومائة ومائتي وثلاثمائة جنيه ـ حسب المنظر والله ـ ووجبة طعام وكذلك الأمر في مقرات الحزب الوطني بالقاهرة بالإضافة إلى السكاكين والعصي والسيوف والبلط. وما كاد الرئيس ينتهي من خطابه حتى حاصر هؤلاء القتلة الثوار واستعانوا أيضا بالخيل والجمال لمهاجمتهم ولقد وصف احد الثوار مبارك انه مثل "أبرهة الحبشي" الذي غزا مكة وأراد حرق "الكعبة" وهو يركب الجمال هو وجيشه. اجل ميدان التحرير هو كعبة الثوار في كل العصور. وظل الغزاة يهاجمون الميدان وهناك أكثر من ألفي جريح وعشرات المقتولين وانتشرت الأخبار أن وراء ذلك كله صفوت الشريف أمين عام الحزب الوطني القديم وعددا من رجال الأعمال ووزير البترول سامح فهمي الذي اخرج العمال من الشركات نظير مبالغ مالية ضخمة ـ لم يدفعها لهم بعد ذلك فثاروا ضده ـ ليقضوا على أعظم وأجمل الثوار في تاريخ مصر كله وتاريخ العالم. ظل الثوار يقاومون ولا يزال حسني مبارك لا يتدخل لإيقاف المجزرة ولا نائبه عمر سليمان ولا رئيس وزرائه الجديد احمد شفيق ولا وزير داخليته الجديد الذين كان ممكنا لهم إنهاء المجزرة بأمر المهاجمين من المرتزقة والقتلة بالابتعاد عن الثوار. لكنها مصر في عهد مبارك وحزبه الوطني حولها إلى بلاد لقطاع الطرق والفاسدين والقتلة من كل نوع.
وماذا بعد قتل الثوار، هل نعم مبارك بالحكم؟ كيف كان يتصور ذلك؟ لقد خرج غير مأسوف عليه.
لقد عرف الشعب طريق الثورة، لقد حرق حسني مبارك ورجاله على اختلاف أنواعهم مصر وشبابها. لم يكن في مصر للأسف نيرون واحد ولكن كل رجال الحكم هم نيرون الذي يتباهي بحرق الوطن. ولا يزال منهم في السلطة الكثير. والثورة مستمرة حتى النصر.

كاريكاتير

بحث