إذا كان الإبداع الثورى هى الثورة إيجابا فإن التحديات الثورية هى الثورة سلبا. وتعنى مخاطر أو عقبات أو موانع أو محاذير الثورة. إذا كان الإبداع الثورى هو مصدر الثقة بالنفس والفرح فإن تحديات الثورة هو مصدر الحزن والتخوف. وإذا كان الإبداع الثورى قفزة إلى الأمام فإن تحديات الثورة خطوة إلى الوراء لإعادة النظر فى سرعة القفزة والعوائق التى قد تقف أمامها. تهدئ من سرعتها أو توقفها وربما تحيلها إلى قفزة مضادة إلى الوراء.
الزعيم معمر القذّافي يطلّ على الشاشة، على خلاف سابقيه خلف جدران التاريخ قبل أسابيع، فلا حديث ـ هنا ـ عن أية توقعات شبيهة بما سبق. احتمال التنحّي أشبه بنكتة. لا شك أن الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز شاهد مع شعب ليبيا وشعوب العالم، الوعيد والجنون والدماء. مستبد يتوحّش أمام شعب ثائر. نصوص وخطابات كأنها تمثّل شيئا من التحدّي للسوريالية، لولا فراغها من أية مسحة تجريد. كلمات واضحة
في هذه الظروف الدقيقة التي تمرّ بها ليبيا العزيزة، ولتعذّر وصول الكتابة إليك مباشرة، رأيت أن أتوجّه إليك بهذه الرسالة المفتوحة لأبيّن لك لماذا يريد قطاع كبير من الشعب الليبي، وهم على حق، إسقاط نظامك: 1 ـ لعلّك تذكر عندما دعوتني إلى مقابلتك في ليبيا عام 1976، عندما التقينا في "سرت" في خيمتك هناك، كنت صريحاً معك غاية الصراحة، والتي ربّما صدمك بعض ما قلته لك خلالها، من أن المعطيات
يعد منصب الأمين العام لأي منظمة دولية المنصب المحوري في المنظمة. فهو الموظف الدائم الذي يسهر علي تحقيق أهداف المنظمة وتنفيض قراراتها. وهو يستطيع أن يرفع من مستوي أداء المنظمة أو يدمرها. كما أن الأمين العام يستطيع بشخصيته القوية إقناع الدول بإعطائه مساحة واسعة من حرية الحركة، أو يتحول إلي مجرد موظف يأتمر بأوامر الدول الأعضاء أو حتي دولته أو دولة المقر. وكثيرا ما تحرص الدول علي اختيار أمين عام مطيع
في الوقت الذي يدرك فيه الشعب ـ أي شعب ـ أن منظومة الأنساق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية السائدة في المجتمع أصبحت جامدة ومتكلسة، ومن ثم عاجزة عن أن تدفع المجتمع خطوات باتجاه التقدم والارتقاء، فضلاً عن أنها بحالتها تلك تشده خطوات متتابعة إلي الوراء باتجاه التخلف.. عندما يدرك الشعب ذلك تصبح الثورة من أجل تحطيم هذه الأنساق المتخلفة وإحلال أنساق متقدمة بدلاً منها، تصبح الثورة في هذه الحالة
ثورتنا غير مسبوقة في التاريخ بمقاييس زمن وأدوات المعرفة وتكنولوجيا الاتصال، والحشود المليونية، والطابع السلمي، وعدم وجود تنظيم أو قيادة أو برنامج سياسي، علاوة علي عدم الاستيلاء علي السلطة. لكن كل هذا التفرد والتميز يحمل في طياته تهديدات ومخاطر علي الثورة التي لم تستكمل حتي اللحظة هدف إسقاط النظام، وإقامة نظام جديد يستحق دماء الشهداء وتضحيات ملايين المصريين، ويستعيد مكانة ودور مصر.
لقد اتهمت المجتمعات العربية بأنها مجتمعات تقليدية، سلفية تقدس الماضى، تغفل الحاضر، وتنسى المستقبل. فى حين أن المجتمعات الغربية مجتمعات تجديدية، تسعى نحو الحداثة بل وما بعد الحداثة. تقطع مع الماضى، وتوغل فى الحاضر، وتسعى نحو المستقبل. وقد أثبتت الثورة المصرية، بعد الثورة التونسية فى أقل من شهر، أن الوعى العربى قادر على الإبداع الثورى الفردى والجماعى، النخبوى والشعبى،
أخطأت حركة الإخوان المسلمين التقدير حين هيمنت علي احتفالات جمعة النصر يوم 18 فبراير، وهذا الخطأ، إذا تكرر، قد يكلف الحركة ومصر معها كثيرا في الشهور القادمة. فما شاهدناه في هذا اليوم كان عملية سطو علني علي ثورة 25 يناير وتصويرها علي أنها حركة إخوانية، رغم أنها أبعد من أن تكون كذلك. تحول احتفال كل المصريين من مناسبة وطنية إلي مناسبة دينية، وليتها تحولت إلي مناسبة دينية إسلامية قبطية،
كل ثورة حدثت في التاريخ قامت ضدها حركة مضادة للقضاء عليها بهدف الإبقاء على الأوضاع القائمة. وقد اصطلح المفكرون السياسيون على تسمية هذه الحركة المضادة باسم "الثورة المضادة"، وتتكون عناصرها عادة من أصحاب المصالح الذين يشعرون بالضرر الذي يحتمل أن يصيبهم جراء الثورة سواء في القريب العاجل أو على المدى البعيد وذلك في ضوء فلسفة أصحاب الثورة وتوجهاتهم وأهدافهم. ودائما ما تلقى الثورة المضادة تأييدا وتشجيعا
نجحت ثورة 25 يناير المجيدة في تحقيق العديد من الانجازات التاريخية، ربما كان الأمر يتطلب عشرات السنوات لتحقيقها، وعلي رأسها إزاحة رأس الأفعي في النظام التسلطي المخلوع، حسني مبارك: رمز عهد أسود من الإرهاب، والعصف بالحريات، والعسف ضد المواطنين، ونهب الثروة العامة، والتبعية للولايات المتحدة وإسرائيل، والفساد الشامل الذي طال كل مناحي الحياة.. ومن ثم رموز للانهيار الشامل، الذي ضرب البلاد رأسياً وأفقيا..