تشكلت على مدار الأسبوعين الماضيين حالة واضحة من التوتر في العلاقات السورية ـ التركية بسبب التبدل الواضح في الموقف التركي من الاحتجاجات الشعبية الجارية في سورية، ومطالبا تركيا الأخيرة بالبدء فوراً في عملية الإصلاح. ولأن العلاقات التركية ـ السورية ليست مجرد علاقات اعتيادية بين جارين جغرافيين، وإنما رافعة من روافع التوازن الإقليمي في الشرق الأوسط، فمن شأن تزايد حالة التوتر التركي ـ السوري في الفترة القادمة
مع قرار النائب العام في مصر بحبس محمد حسني مبارك خمسة عشر يوما على ذمة التحقيق وهو الذي كان رئيسا للبلاد قرابة ثلاثين عاما (21 أكتوبر 1981 ـ 11 فبراير 2011) قد تدخل مصر موسوعة جينيس للأرقام القياسية في التاريخ، فمنذ "دولة" محمد علي التي بدأت في مايو 1805 لم يحدث أن حوكم أحد رؤسائها بأي تهمة من التهم أو جريمة من الجرائم التي تستدعي المحاكمة ابتداء من تهمة الفساد في الحد الأدنى إلى جريمة الخيانة العظمى في الحد الأقصى.
سألني عدد كبير من الشباب والمواطنين هذا السؤال بعد أن تكررت انتقاداتي وانتقاداتهم على البطء الشديد لحكومة الدكتور عصام شرف في اتخاذ قرارات مصيرية مما يمثل تهديداً حقيقياً للثورة؟.لأن للرجل تقديره واحترامه، ولأن للثورة وشهدائها واجبات في عنقي وديناً لن ينتهي أبداً ما حيينا، فقد وجدت من المناسب أن أقدم رؤيتي مكتوبة ومنشورة، فلم يعد يكفى الأحاديث الصحفية أو اللقاءات التليفزيونية القصيرة أو حتى الندوات والمؤتمرات السياسية
الحديث الذي أدلي به الدكتور نبيل العربي، وزير خارجية مصر، إلي إحدي المحطات التليفزيونية المصرية، أعطي جرعة قوية من التفاؤل لدي كثير من المصريين بأن مصر توشك علي أن تستعيد دورها الإقليمي الفعال الذي أهدره نظام مبارك . شخص الدكتور العربي أزمة سياسة مصر الخارجية في عهد مبارك بأن تلك السياسة كانت رد فعل لما يحدث، ولم تكن هناك رؤية، وغاب التنسيق بين الجهات العاملة في ميدان السياسة الخارجية المصرية.
رغم الفرحة العارمة التي تعم أرجاء مصر وتغمر مشاعر الملايين من أبناء شعبها بعد قرار النائب العام بحبس الرئيس المخلوع حسني مبارك وابنيه جمال وعلاء وباقي عصابة حكمه وأركان نظامه ـ إلا أن ذلك كله لا ينبغي أن ينسينا ما جري في ميدان التحرير فجر يوم السبت 9 ابريل ويوجب علينا كجماهير مساعدة القوات المسلحة بكل ما نستطيع حتى لا نسمح أبدا بأي شيء يعوق سعي القوات المسلحة لفرض الأمن وتحقيق الاستقرار وعودة الحياة
دخل حسني مبارك التاريخ المصري من عدة أبواب، كلها بائسة وسيئة السمعة، وتؤمن له بامتياز الريادة في الفساد والاستبداد والغباء السياسي. فهو أول رئيس يقضي في الحكم 30 عاما، وهو أيضا أول رئيس يخلعه الشعب في ثورة سلمية غير مسبوقة في تاريخ مصر الحديث، وهو أول رئيس مصري وعربي يحاكم بتهم سياسية وجنائية ـ ليس تحت الاحتلال ـ تتعلق بقتل المتظاهرين وسرقة أموال الشعب وتهريبها للخارج.وهو أول رئيس لمصر ينتشر في عصره
كان مقتل النظام السابق الوقوف فى المكان داخليا وخارجيا مما أدى إلى التفكك والفساد وبيع مصر أجزاء، أرضا وشركات وبنوكا ومصانعا، القطاع العام الذى كونه جيل الخمسينيات والستينيات بشد الأحزمة على البطون. فما اقتصده هذا الجيل من قوته لتوفير حاجات الشعب نهبه الجيل الثانى، مجموعة من الأفراد، تملك السلطة والثروة والأمن. صحيح أن الانفراجة مع تركيا قد بدأت بعد الحضور الطاغى لتركيا فى القضية الفلسطينية وفى الوطن العربى
تحية للثورة والثوار.. وهي تحية واجبة مستحقة، ولكنها أيضاً تبدو كمقدمة مفروضة حتى لا يساء الفهم أو تتناثر السهام مصوبة إلى السطور اللاحقة باتهامات مثل الثورة المضادة والخيانة والعار.. رغم أن "الثورة" حتى الآن تبدو جسماً بلا رأس، فإن بعض ما يتناثر من "مواقف" و"بيانات ثورية" يثير القلق.. وبغض النظر عن الاجتهادات المتباينة في الشأن الداخلي، فإنه لا يمكن أن نجد "موقفاً"
في غمرة احتفاء المصريين واحتفالهم بثورة 25 يناير المجيدة، ربما لا يتذكرون ما طمره النسيان من تاريخهم المديد من احتجاجات وثورات على الاحتلال والطغيان والعوز والمسكنة، لو وضع بعضها فوق بعض لتلاشي الاعتقاد الزائف بأنهم شعب يصبر على الضيم صبرا طويلا، أو أنه ضحية لثقافة سياسية سلبية ترسبت في العقول والنفوس إما بفعل الفرعونية السياسية، حيث تأليه الحاكم في مصر القديمة، أو بحكم متانة الدولة المركزية وقوتها لتحكمها
الزميل العزيز الأستاذ عبدالله السناوي تحية وبعد أود بداية أن أوجه لكم زميل كلية وجامعة ومهنة ولجريدة "العربي" ساحة لحرية التعبير الشكر الجزيل على استضافتكم الكريمة، وبخاصة منذ نشر مقال "رسالة من صحفي بالأهرام إلى الدكتور عبدالمنعم سعيد: استقل من الوطني" بعدد 12 ديسمبر 2011. وهو شكر تحيطه مشاعر امتنان يصعب لمن بدأوا حياتهم الصحفية المهنية مع تسلم "مبارك"