فواصل |
|
عبدالعال الباقوري |
في العدد الماضي من «العربي» وفي مقال بالصفحة السادسة، دعت الدكتورة سهام نصار حكومة الدكتور عصام شرف إلى البدء فورا (!!) في تنفيذ المشروع الذي طرحه الدكتور فاروق الباز، والمعروف باسم «ممر التنمية» وقالت إنه يجب «أن يكون مشروعا قوميا يوحد المصريين» كما جاء في العنوان وزادت في متن المقالة إنه «أفضل هدف قومي يمكن أن يلتف حوله المصريون» في هذه المرحلة ويتيح استيعاب القوي العاطلة» وفي ظني أن آخر ما تصلح له
في وسط حالة غريبة من الارتباك والالتباس والضوضاء السياسية التي يحاول البعض أن يضيفها إلى أجواء الثورة، ثورة 25 يناير، يجب الحرص أشد الحرص على تحديد الأولويات. فهناك قضايا عاجلة وعادلة يجب ألا تضيع أو لا تأخذ حقها وسط الحديث عن الفساد، والمحكمة والدستور، وغير ذلك من الأساسيات، ومن هذه القضايا التي يجب أن تحظي بأولوية خاصة حقوق الشهداء والجرحي في هذه الثورة.. فقد فوجئت بأن أعداد هؤلاء وأولاء ليست معروفة بدقة إلى اليوم
بداية، وقبل أي كلام أو حديث، يجب على كل من يؤيدون ثورة 25 يناير أن يقفوا صفاً واحداً، وبسرعة وأن يقولوا بقوة وبأعلي الصوت: لا وألف لا لـ «مشروع المرسوم بقانون لتجريم حالات الاحتجاج والاعتصام والتجمهر» يجب أن نفعل هذا سواء كان لايزال «مشروعا» تحول إلى مرسوم بقانون، إنه أول إجراء تشريعي سافر منذ ثورة 25 يناير بعد الخروج الدستوري الذي يعلم الله وحده هل أبطل دستور 1971 أو أحياه. أريد وأدعو إلى أن نقول لا أولا..
قبل الانتهاء حتى من إجراء التغييرات في حكومة مصر، وقبل أن نعلم بكثير من سيكون الرئيس التالي، ومتي، ثبتت حقيقة واحدة، هي أن رئيس الحكومة المؤقت في مصر، عصام شرف، ووزير الخارجية المؤقت، نبيل العربي، لا يحبان إسرائيل.. هدأنا.. إذا كنا قد خشينا للحظة أن الثورة المصرية تهدد بتحسين العلاقات بيننا، أو بفرصة لتوسيع السلام فقد جاء الخلاص ـ فالإدارة المصرية المؤقتة تكشف عن وجه مصر الجديد، «ربما يحسن الاستعداد للحرب».
من قبل، دعوات هنا، على صفحات «العربي» وسأظل أدعو إلى وحدة قوي إلى سار، وقلت إنها ليست وحدة اندماجية، بل وحدة عمل، تقوم وتعتمد حول ما يتم الاتفاق عليه، وتأجيل ما يوجد خلاف عليه، ليدور حوله حوار خصب ومتواصل، كان هذا قبل ثورة 25 يناير التي أظن أنها فاجأت الجميع، بمن في ذلك مجموعات الشباب الذين أشعلوا شرارتها، وكانوا ولايزالون مصدر قوتها.. وأرجو أن يظلوا كذلك وأن يدركوا أن قوتهم وقوة الثورة
الرائحة القذرة تزكم الأنوف، تقبض النفوس، تخنقها، تحرمها من القدرة علي التنفس، فتضيق بها الأرض بما رحبت.. إنها رائحة الفساد والمفسدين، التي تطاردنا صباح مساء، تقفز من صفحات الصحف «تنط» من شاشات الفضائيات والأرضيات، وتنتقل عبر الأثير، وتذيع وتنتشر بسرعة البرق، فإذا بها «أم الأحاديث» والحوارات، وكلام المجالس، والناس مما يتابعون ويندهشون في كرب عظيم، وفيما بينهم يتساءلون عن المليارات المنهوبة
ليس لدي المرء أدني شك في أن ثورة 25 يناير استخرجت من الشعب المصري عامة أنبل ما فيه.. وكي تكتمل هذه الثورة وتقف على قدميها وتستوي على سوقها (جمع ساق) فإننا يجب أن نعمل بقوة وحسم مع المرونة كي نستخرج من كل مصري ومصرية أنبل ما فيهما.. وكي نحقق هذا يجب أن نفتح العيون عن آخرها، وأن نفتح الآذان كي نري ونسمع كل ما يدور في داخل هذه الثورة، وكل ما أحاط ويحيط بها.. ولا يتردد المرء في أن يعترف بأن لديه خشية شديدة
زميلي العزيز الأستاذ عبدالحميد على شتا.. أليس هذا اسمك الكامل؟.. لن أنساه، بل لا يمكن أن أنساه.. فأنت اسم وسيرة وعلم واستشهاد (أو انتحار) لاتزال تتابعني وتطاردني، في صحوي وفي المنام.. أذكرك كثيرًا وأتذكرك أكثر، وكلما تذكرتك ازددت حنينًا إلى لقياك.. شعور غريب، أليس كذلك؟.. من أين يأتي هذا الحنين مع أني لم أرك يومًا.. لم أجلس إليك.. لم أتحدث معك، لم أقرأ لك.
هل ستدخل الانتفاضة ـ الثورة التونسية التاريخ على أنها ثورة الشعر أو ثورة شاعرية؟ فيها من الشعر المتدفق والخيال والرمز والجمال والإيحاء، يكفيها بيت الشعر المعروف والذي رددته الجماهير وستردده: إذا الشعب يوما أراد الحياة.. فور سماعه ألح على بيت الشاعر السوداني الكبير محمد الغيتوري: الجماهير أفاقت من كراها ما تراها؟ حلا الأفق صداها؟
يبدو الوطن العربي وكأنه بات على كف عفريت، وهي كف تنذر بهزة أو بزلزال في أكثر من موقع السودان ينفصل جنوبه، فماذا بعد؟ هل ستشهد المزيد من التقسيم؟ واليمن في شبه حرب أهلية. والعراق يعاني ما يعاني: احتلالاً وتقسيماً وآفات أخري، ولبنان، وما أدراك ما لبنان؟ إن نواقيس عديدة تدق إلى الغرب:
في يوم الخميس الماضي جاء بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى شرم الشيخ، وأجري محادثات وغادر بعد ساعات لا يعرف أحد ماذا جري فيها بالضبط، خاصة أنه جاء في ظرف مرير، في توقيت غير مناسب، إنها زيارة لم يكن لها مبرر.